تواصل معنا عبر الفيسبوك | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
أجرت الحوار :ابتسام انطون – جليل فلسطين
عناية جابر من لبنان ..شاعرة من "ساتان" ومن المعروف ان الساتان قماش لماع يحتوي في مكوناته على مواد تزيد من رونقه ولمعانه، وحتى المواد الجافة فيه تجعله أكثرقواما و مقاوما للتجعد, كلما نضجت أينعت ثمارها حياة جديدة وبصيرة تسبق الحدس والحدث.
عناية جابر الكاتبة والأعلامية : هي تلك المفتونة بالأنتظار"عنوان احدى مقالتها" دائمة الدهشة في كل ما تكتب ننتظرها والأسبوع لتأتينا جمعة مباركة في القدس العربي ..لا يفوتها ألم عام أو خاص ..تتميز بأسلوب الإستنباط والأستقراء في نقلها الحالة من العام للخاص ومن الخاص للعام ..كلما قرأت في سطورها يزداد يقيني إدراكا لتفاصيل مجهرية تأخذني لحيزات تبدو محدودة وحين أدخلها أغوص في سلسلة من دوائر اللامحدودية Infinity.. تتمتع بسحر شاعري لحد الخصوصية ، وتتميز بموضوعية لحد التعجب ..كثرتها بوعي في كل المجالات الكتابية ينصفها من التطرف والإنحياز ..تلامس كل حالة ملامسة الأم لولدها والعاشقة لحبيبها والمناضلة لقضيتها ...حادة لكن بطمأنينة مرنة .
عناية جابر أم لثلاثة أبناء منهم من يعمل طبيب جراح في أحدى المستشفيات الأمريكية والآخران يدرسان في جامعات امريكا .
أعلامية في صحيفة السفير ,تكتب في القدس العربي وهي خريجة علوم سياسية من الجامعة اللبنانية ,ومغنية كلاسيكية أحيت عدة حفلات منها في دار الأوبرا المصرية ,إيطاليا ,الأونسكو , الجامعة الأميريكية- بيروت ,مسرح المدينة -لبنان وبعدة عواصم عربية وأجنبية, عازفة لآلة البيانو ,وفنانة تشكيلية .
لها عدة اصدارات شعرية : طقس الظلام ,مزاج خاسر,ثم انني مشغولة,أستعد
للعشاء ,امور بسيطة ,ساتان ابيض ,جميع اسبابنا ,لا أخوات لي ..ومؤخرا اصدرت ديوان عروض الحديقة .
بكل فخر وإعتزاز اقدم لكم-ن حواري مع الشاعرة والكاتبة الاعلامية الفنانة عناية جابر .
حين أقرؤك في المقال السياسي أشعر وكأنك تستمعين الى أصداء داخلك تتوقعين الحدث قبل وقوعه هل يعود لوعيك ورؤاك للحال العام ,ام لأن الاحداث لها مصب واحد أيضا ؟
قلما تنطبق صفة السياسي على أيّ من مقالاتي . ثم أنني لاأتمتع ببصيرة نافذة في مثل هذه الأمور .
أتناول السياسي من منظور شخصي تسنده أخلاقياتي ومفهومي للظلم وللخير ولإحتياجات الشعوب المقهورة الى الحرية والعدالة . أقارب بعض المواضيع السياسية بالقدر الذي توجعني وبالقدر الذي تسيل فيه دماء ناس بريئة . أكره الشعارات الرنانة . مايجري حالياً من ربيع عربي إذا صحت التسمية يدحض فكرة أن للأحداث مصب واحد ومتكرّر . يا الهي ! تصوري خراب هذا العالم إن كان للأحداث مصب واحد متكرر.::
من يقرؤك لمرة يلامس الوجه العام لأية حالة كانت عاطفية ,أجتماعية,سياسية ,فنية, لكن من يعيد قرائتك ويدقق فيما تكتبين يخرج من حيز الملامسة العادية ,الى المعايشة ..هل هي حميمية ام حنكة عناية بالكلمة ؟
إنه – إن شئت- الكتابة من القلب تماماً . من القلب تحديداً سواء في السياسة أو الفن أو مشاهد العيش العادي . نكتب لنتواصل مع الآخر وما من كتابة مجانية .. لذلك حميميتي تشفع لي وتوصلني غالباًالى الآخر . ثم انني لاأستخف بالكلمة ولا أستعملها إعتباطاً ، هي جزء منيّ وثمرة قراءاتي ومشاعري.
أحبّ أن تُشبهني كلماتي .
نصوصك موضوعية , وقصائدك مُشفرة..وحدك تعرفين كود الحماية لها ..هل تخشين من الكشف المطلق؟ لتبقى للقصيدة ميزة الاستكشاف؟
ما من تشفير في قصيدتي ، لم يعد يحتمل الوقت ولا الكتابة الجديدة ايّ نوع من أنواع التشفير . لكن الأناقة شرط ضروري برأيي لعدم الوقوع في فخ المباشرة الفجة . أقول للرجل في قصيدتي انني أحبهُ وأقول ذلك للبحر وللغصن ولليل ، كما لاأوارب في غضبي ولا أتحايل على الكلمات . في النصوص أو في المقالات التي أكتبها ، تبدو الأمور أسهل من كونها لاتحتاج الشرط الفني اللازم للقصيدة أو للنص النثري.
تمارسين الكتابة بانضابط وجدية مفرطة ..سواء كان نص أكتوألي ام قصيدة ..في الحالتين يغلب التشنج مفاصل فكرك؟ لكن حين اسمعك تغنين أشعرك حرة..هل الرسم يكمل الدوائر المحكمة وهل هناك مساحات اخرى للحرية والإفوريا لا نعرفها؟
في الشعر كما في الغناء أمارس نفسي وحريتي . التشنج سمة فيّ ولعل التسمية " القلق" فهي أقرب إليّ .
في الغناء كما في الشعر أشعر بنشوة بالغة أقرب أن تكون حسيّة أحياناً . بعض الموسيقات أو الأغنيات أو القراءات أو الكتابات تُفقدني رشدي ، واشعر معها ان الحياة تستحق فعلاً أن تُعاش .
أرسم كحاجة مكملة الى حريتي لكنني لم أعرض بعد أي لم أُقم معرضاً . ثمة غوايات في حياتي لاتخطر على بال غير الشعر والموسيقى والرسم ، هناك تفاصيل مشاهد تبدو للبعض عابرة،تستوقفني وتُبكيني من فتنتها .
لبنان : دولة التناقضات الكل شيء واللاشيء .. الحرب والحب الفقر والغنى,..الفن.. الفكر ,الشجاعة..تخاذل..تحدي حرية قمع ..واين يكون اللبناني يبني لبنانه الصغير .. بماذا تشبهين لبنان ؟
لبنان بلد التناقضات ..! أجل . كل واحد منّا يحمل لبناناً ما في داخله ومن هنا صراعاتنا اللئيمة
كما حبنا الغريب لهذا البلد . أشبّه لبنان بغانية ... لكنها بدأت تشيخ من الضغائن وسؤ الفهم .
انت قارئة مختبرية لا تستهويك النصوص المسطحة ..ولست من يجرها النص العادي تكتفين بسطر لتقررين فترة اقامة الرواية بين يديك , هل هي المعرفة الوافرة ,ام المهنة الرتيبة؟ ام هكذا هي طبائعك؟
من حقي ألآ تستهويني النصوص المسطحة . لقد اشتغلت طويلاً على ذائقتي وأغنيت ثقافتي وفكري وقلبي بالقراءات الجادة – بالمعنى الإبداعي - . طبيعتي الملولة لاتتحكم في النص الذي بين يديّ فمهنتي الإعلامية تحتم عليّ قراءة نتاجات كثيرة وإنصافها إن كان الإنصاف من حقها ، سوى أنني اغدو عدائية فعلاً حيال النصوص التي تستخف بعقلي .
تكتبين في صحيفة السفير اللبنانية والقدس العربي بالتزام
نصك صديق لـ كل صاحب قضية ,او ثورة او موضوع انساني ,او حرية .وننتظرك بشغف يوم الجمعة في القدس العربي..سؤالي كيف تستطعين الإلتزام لهذا الحد ..وخلق ثيما للكتابة بشكل منتظم أليس هذا الأمر صعب ؟
الإلتزام امر صعب جداً خصوصاً مع الكتابة . سوى ان الخبرة والمراس يفعلان فعلهما مع الوقت ،
هذا لايعني أنني لاأرتجف خوفاً في كل مرّة تعوزني فيها فكرة للكتابة . أستعمل ذاتي أحياناً كمواضيع للكتابة وأعتبر أنها نموذج صغير عمّا يجري في هذا العالم الكبير ، وغالباً ما تصل الفكرة .
الى أي حد يأخذك موقع التواصل الإجتماعي "الفيس بوك" للتواصل الحسي وملامس معادن الغير وهل تعتبرين شخوصك المشاركة نصوص شخوصا افتراضية ؟ ام يأخذك فضولك لتوسيع دائرة المعرفة لمن يحبونك ويتابعونك بكثافة؟
الفايس بوك كتواصل إجتماعي وبصراحة ضد طبيعتي البشرية فلست ذلك الكائن الإجتماعي للأسف وانا حديثة العهد بالفايسبوك ، سوى أنني على علاّته ، أجد فيه وجهاً مشرقاً على صُعد كافة ، منها
أنني على تماس مع ردود افعالهم على ما أكتب وسوى ذلك . أحياناً اشعر بعلاقة قوية مع بعض هؤلاء المفترضين وأشتاق إليهم لو غابوا . ثمة عبارة أحياناً تُشعل علاقة حميمة بيني وبين بعض الناس . العبارة هي بوصلتي .
الحب....هل هو فضاء القصيدة ؟ ام لمحة بصرية مثل الحدث ,ام ملازم روحك ومحفز كل كلمة تكتبينها؟
ليس الحب بالضرورة فضاء قصيدتي . كل حالاتي هي فضاءات للقصيدة . مع ذلك ترتاح قصيدتي الى الحب أكثر .
الى أي مدى تنشغلين في القاريء قبوله او رفضه لكتابتك حين تكتبين المقالة ,القصيدة؟
أنشغل بالقارىء حين أنتهي من الكتابة ، فأروح أعمل على تنقيتها فنياً لتبدو لائقة ، لي ولقارئي .
كيف حالك ؟بالرضى والثقة؟
ما من رضى كلّي ، الرضى الكليّ يستدعي الموت ، وتلزم تلك المساحة من عدم الرضا، من الشكوى إذا صحّ التعبير، الملازمة لإنسانيتنا المقهورة بنقائص هذا الوجود . نخترع الشكوى احياناً لنكتب ، ولنبتهل ، ولنحب ، ولنغرق ذواتنا في لذائذ هذا العالم كالموسيقى والرقص والغناء والوجوه الصبوحة والأرواح المنيرة . أثق بالطبيعة أكثر من البشر ، وأثق بإله يسّير أمور يعجز عنها الناس.
هل تخشين من القصور الابداعي في عمر معين.. حالة ركود مستقيمة في خط البيان الحياتي السئيم ؟
الكتابة صديق جيّد للعمر وللتقادم في العمر ، تستقيم على ابداعها في تقدمه .... إلإ إذا دبّ الزهايمر
فلا حول ولا قوة . الكاتب لايخترع الذرة لكي بفقد تركيزه مع تقدمه في العمر ، انه يزداد ابداعاً كلما فاض الوقت.
بعض المختارات الشعرية للشاعرة عناية جابر :
أجلس الآن وأكتب
كلاماً بسيطاً
أخبرك فيه
كيف بدأ كل هذا
وكيف مازلت لاأستطيع
نفض هدير البحر عن رأسي .
لاينبغي أن يحدث شيء
قبل أن أتصرّف
إن تعباً طويلاً ، تعباً لامتناهياً
تعباً جسيماً ، أكثر هولاً من أيّ تعب
تعباً كاملاً
يُسدّد الثمن .
مُضمدة الرأس محمومة
كتبت في دفتري
إنها وقعة حرزانة، أجهل أسبابها
فأنت لم تفعل، سوى
أنك هاتفتني، ولم تقل حتى
انك ستأتي .
أنقل ذكراك من يد الى يد ،
ككرة بيسبول
أتلمّس ثقلها، تفور رغبتي
في حمايتها
غير أن الذكرى لاتنبس ولا ترفع اصبعاً
ولو فعلت , ينهار العالم مثل كعكة عفنة.
يومٌ يتيم
وضرير
وجهك يغيب إذن
يالذنوب
الوقت !!
ولكنك حين لم تأت
حين غيّرت رأيك
كنت أسمع دعساتك
داخلة مع تيار الهواء
خارجة مع تيار الهواء .
لأن لي وجنتين سمينتين
وخصراً خاوياً
تصلبني هكذا في ريبتي
أبداً القصائد لاتكفي
وليست أكثر من حروف
ملآنة
بالرضوض.
هي مهلة القلب ، كي أسوّي شكلك
وألّقن الورد، درسهُ
الهيّن
لا أستعجل شيئاً , كمن تعوّد
سعالاً مديداً
وحيد الثغر .
بي ما يُشبه يُتم العصافير
وبي التعثّر والرقاد والسقم
كلما تغادرني ، ينحبس
الحب، في معنى
السقوط
والإغماء .
أنا وهذا المطر
مُعذّبان وفي نزع طويل
الهطول الهيّن
الإنفاق من القلب
الحب
باللحم الحيّ .
أحبّ أن أظنّ
أن الأشجار هي التي تُمطر
( تخيّلُ هذا سهل) ولا
يحتاج
أن أرفع رأسي .
أناملي الحنونة ، لاتُخطىء
في عقد ربطة عنقك, ثم في
حلّها ، ثم في بسطها
بينما تقفُ كصبيّ مُدّلل
وثمرتك تبدو ثقيلة
و ... دائخة قليلاً .
استرخ
واترك الأمر لي
سيكون كل شيء رائعاً
دع هذا الحرج
كأننا غريبان إلتقيا
في جنازة أحد ثالث .
حاول أن تذرف دمعة واحدة
جفنك خرّبهُ النوم
والنظر القاسي
حاول أيضاً أن تسمعني
أن تهبط أذناك
قليلاً
العابرون الى شؤونهم , لايعلمون
شيئاً عن مشاعري نحوك
يمكنك أن تعبر أيضاً
فلا تنتبه الى نهدّي
... اللذين نهضا ،والى
طيور لاتطير
- انني في وضع حرج-
أرتجفُ - وبعض الحب مُضلل - من
المشاعر القديمة ، والمشاعر الجديدة
وتُشعرُني بالنعاس ، المنارة والنوارس
الحزينة ، بينما لماذا أيها
البحر
كبيرٌ
هكذا ؟
تعال الليلة الى غرفتي
لديّ ما أخبرك به
في مساء سعيد ، قطفتُ زهرة ،
روحها عنيفة
وبوسعها , رفع غرفتي
الى بستانها .
هو الليل الذي اقترب معك
لونه المختلف المسطّح في لون آخر
مع أنه شامخ جداً
ووحيد جداً , ولكن
لاشيء على وجه التحديد
يجعلني مريضة هكذا !!
يقطر جسدك نزيفهُ الحلو
ويلوح ماؤك رقراقاً
كأن ,ما من
فكرة
سكنته .
ربما لن يأتي أحد
ربما لايوجد أحد سواك على هذه الأرض
مع ذلك أرجوك
مع ذلك عن جدّ
حلّ عنيّ !!
أغنيات ، لتمّر الأيام
باللطف نفسه الذي
نقود ,عمياء
الى دربها .
أيها الرجل في لحمك الذهبي
إنني الرقيقة ،
يُغازلك جرحي ، يزحف
نحوك
أنت تلتفت
أنت لاتُخطىْ لوني .
ألعبُ في الحلم
مالم أتعلمهُ في الحقيقة
ماليس بوسعه
الذبول
ولا زحزحة
الطفولة
صريحٌ وواضحٌ
وكنتُ أقسمتُ ألآ
أحبُ أحداً
غير أنني في
عمق الليل
أسمعُ أشعارك.
اغنية ليه تلاوعيني بصوت الشاعرة عناية جابر :
http://www.youtube.com/watch?v=U7CTeQgXEUw