X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أراء حرة
اضف تعقيب
25/04/2024 - 06:24:08 am
الماضي جميل رغم كلّ شيء  بقلم : زهير دعيم          

الماضي جميل رغم كلّ شيء
                                                                       بقلم : زهير دعيم   
                                                                              

"حلاوة يا سيدي حلاوة " تذكّرني هذه العبارة بالماضي الجميل بحلوه ومُرّه ؛ 
 حُلوه أيام كان المعلّم الشخصية المركزية ، يزرع في الطالب الفضائل مع العلم ، فتنمو النبتة قويّة ، متينة تتحدّى الصّعاب ، وتقف شامخةً أمام عواصف اللاخلاقيات ، فيزهو المعلّم وتزهو التربية ، وتميد الدّنيا فرحًا بالأخلاق .
  كان المُعلِّم معلّمًا بحقّ ، تحيط به هالة من الكرامة ، وأخرى من المسؤولية ، وثالثة من القداسة ، ألمْ يقل التلاميذ للسيّد المسيح  "يا مُعلّم " ..
   كان المعلم يأمر فيُطاع ، وكان سلطانه الهيّ وإنسانيّ، الهيّ استمدّه من  شريعة السماء :" علّموا أولادكم بالعصا "   بعد أن نُجزِل عليهم المحبّة والحنان الدَّفاق ، وإنسانيّ  بعد أن قال الوالدان للمعلّم  "لكَ اللحمات ولنا العظمات "وما سمعْتُ يومًا انَّ معلّمًا حزَّ لحم تلميذ ، وإنما بنى نفس التلميذ بناءً مُتراصًّا ، مُتوازنًا  وسليمًا .
  قد يقول البعض ان  معلمنا القديم كان إرهابيًا  ، استعمل العصا ، فعاقب ولم يتورّع من استعمال الفَلَق ، فأقول : لم يكن أبدًا إرهابيًا  وإنما كان أبًا حنونًا ، رغم انّ لي رأيًا  آخر في العقاب  البدنيّ  ، فاستعماله خطأ قد يؤثّر سلبًا على نفسيّة الطالب ، ومن المُفضّل تفاديه مع استعمال سلطان الحزم والشخصية المُهابة والقوية ، ولكنَّ الدّلع والدلال الزائدين والإحساس المفرط في الحساسية ، ودعم الآهل اللامحدود لابنهم الطالب ضدّ المُعلّم ، فيه ضرر لا يقلّ فعالية ، أضف الى ذلك القانون المطّاط ، وحُماته من الشُّرطة ، هذه الشّرطة التي ولأقلّ سبب وأتفه ذريعة  تحتجز المعلّم وتختصر حريته وقيمته..
  فأنت اليوم تجد الأمّ او الأب أنانيّ لا يهمّه إلا ولده ، فهو يريده في المقعد الاوّل ، وأن نُوجّه لحضرته كل الأسئلة !! وأن يعبث ويروح ويجيء في الصّف وإيّاك أن تمسّ إحساسه المُرهَف ، فإن  أنت اردْتَ ايّها المعلم  أن تُعلّمه درسًا فليكن  من خلال جاره  او زميله ، أمّا ان يصل الأمر الى ولده وفلذة كبده ، فستقوم الدُّنيا ولن تقعد ، وستدخل يا صاحبي ، يا صاحب القلب الكبير –المُعلّم – ستدخل بيت خالتكَ ، والطبيب الألمعي الذي يُطرّز التقارير الطبّية الكاذبة في معظمها لقاء  دُريهمات ، سيُطرّز لهذا الشقي تقريرًا ، لانك جرحْتَ إحساسه بكلمة عابرة ، ...انّه لم يفعل شيئًا فقد عطَّل فقط الحصّةَ ، واعتدى على زميله وانتقص من هيبة معلّمه !! أَعَلى مثل هذه التوافه تُرمى في وجهه تلك الكلمة العابرة ..يا حِ. م. ا. ر  .....معاذ الله !!.
  قال لي احد المعلّمين : انّ التربية الحقيقيّة هي : أن تُوجَّه لكثير من الأهل لا للابناء ، رغم أن معظم الأهل يكنّون للمعلمين احترامًا كبيرًا ، الا انّ القِلّة هي التي تتربّص بالمعلم تربّصًا ، وفي أغلب الأحيان تجنّيًا ، هي هي التي تُعكِّر صفو العملية التربوية. 
حان الوقت فعلا لأن نعيد للمعلّم هيبته  وسلطانه ، فنعيد بذ لك للكرامة مجدها وللأخلاق تاجها .




Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت