تواصل معنا عبر الفيسبوك
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
حالة الثقافة المالية في إسرائيل ومقارنتها بالدول الأخرى
الثقافة المالية هي القدرة على فهم المسائل المالية، والتصرف بشكل صحيح مالياً، والتحلي برؤية تساعد على اتخاذ قرارات حكيمة، والادخار الفعال، والتعامل مع الأزمات الاقتصادية. لذلك، من المهم فهم الفجوات الموجودة في مستوى الثقافة المالية لدى الفئات السكانية المختلفة في إسرائيل ومقارنتها مع العالم من أجل وضع سياسات لتحسين الوضع وتعزيز الثقافة المالية للسكان. يقدم تحليل جديد أجراه كل من سيفي باخار، والدكتورة مايا هاران روزن، ورمسيس جيرا من بنك إسرائيل تقييماً محدثاً لمستوى الثقافة المالية للسكان البالغين في إسرائيل لعام 2024 يستند على فصل خاص في المسح الاجتماعي لدائرة الإحصاء المركزية ومنهجية منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD. يعتمد التحليل على منهجية منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية المحدثة (2023) ويدمج ثلاثة مكونات - المعرفة المالية (35%)، والسلوك المالي (45%)، والموقف المالي (20%) - في مؤشر إجمالي (0-100). يبلغ المؤشر العام للثقافة المالية في إسرائيل 64 نقطة، وهو مماثل لمتوسط دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD (الشكل 1).
يُظهر التحليل وجود فجوات كبيرة بين الفئات السكانية داخل إسرائيل. يحصل اليهود غير المتدينين على متوسط درجة 67 نقطة، والمتدينين على 62 نقطة، بينما يحصل العرب على 54 نقطة فقط. بالإضافة إلى ذلك، فإن الفجوات القائمة على الجنس والعمر والمستوى الاجتماعي في إسرائيل كبيرة مقارنة بدول الـ OECD: على سبيل المثال، تبلغ الفجوة بين الرجال والنساء 6 نقاط (مقارنة بـ 3 نقاط في دول الـ OECD)، والفجوة بين الشباب والبالغين 6 نقاط - على عكس بقية العالم حيث يُظهر الشباب في إسرائيل مستوى أعلى بالفعل، وتصل الفجوات بين أصحاب الدخل المرتفع والمنخفض إلى 19 نقطة، أي ما يقرب من ضعف المتوسط الدولي. كما وُجد أيضاً أن الفجوات لا تزال قائمة حتى في المنحنى الذي يأخذ في الاعتبار الخصائص الاجتماعية والاقتصادية، بالإضافة إلى إتقان اللغة العبرية الذي يرتبط بوضوح بمستويات أعلى من الثقافة المالية.
بالإضافة إلى ذلك، تم تحليل العلاقة بين الثقافة المالية والحصانة المالية (وفق شهادات فردية لتقييم القدرة على مواجهة الأزمات الاقتصادية، مثل النفقات كبيرة لمرة واحدة أو التسريح من العمل) والشمول المالي (يبحث في مدى إلمام السكان بالمنتجات المالية واستخدامهم لها)[1] ، مع مراعاة الخصائص الاجتماعية والديموغرافية. يُظهر التحليل علاقة إيجابية مهمة بين الثقافة المالية والحصانة المالية (كما قيّمها المشاركون)، والاستهلاك المالي الواعي (بما في ذلك مقارنة المنتجات واستشارة الخبراء). بمعنى آخر، يتمتع الأشخاص ذوو الثقافة المالية العالية بإمكانية وصول أكبر للخدمات المالية، وقدرة أكبر على مواجهة الأزمات الاقتصادية بشكل أفضل.
على ضوء هذه النتائج، يُشدد بنك إسرائيل على أهمية مواصلة تطوير وتنفيذ برامج تثقيف مالي مُلائمة ثقافياً ولغوياً، لا سيما في المجتمع العربي. ستُسهم هذه الخطوات في تقليص الفجوات وتعزيز الحصانة الاقتصادية لجميع السكان. إضافةً إلى ذلك، يُوصى بإنشاء بنية تحتية مُنتظمة ومتعددة السنوات للقياس تُتيح الرصد المُستمر لاتجاهات وتغيرات مستويات الثقافة المالية، ووضع سياسة طويلة الأجل تستند إلى بيانات تجريبية
[1] منتجات الدفع (حساب البنك، بطاقة الدفع)، منتجات الادخار (التقاعدية وغير التقاعدية)، والائتمان (القروض الإسكانية وغير الإسكانية)، والتأمين.
