بحث جديد للدكتوره الناقدة جهينة عمر الخطيب

 المنشور في العدد العشرين من مجلة "المجمع" المحكّمة في أكاديمية القاسمي

 بعنوان "الخطاب الصوفي في شعر الشاعر المصري الكبير  أحمد سويلم

يعدّ  بحث الدكتورة جهينة عمر الخطيب دراسة نوعية ومهمة في مجال الأدب العربي المعاصر، حيث يقدم تحليلاً عميقاً للخطاب الصوفي في أعمال الشاعر المصري أحمد سويلم.

وتكمن أهمية البحث في النقاط الآتية:

-  إعادة قراءة الشعر العربي الحديث في ضوء التصوف: يركّز البحث على إعادة قراءة الشعر العربي المعاصر من منظور التصوف، وهو أمر يكتسب أهمية كبيرة لأنه يربط بين التراث الروحي العريق وبين الأساليب الأدبية الحديثة. ويمثّل هذا الربط أحد الجوانب المهمة التي تسعى الدراسة لتوضيحها، حيث يشير إلى كيفية تأثير التصوف على الشكل والمضمون في الشعر الحديث.

-تأثير كبار المتصوفة: أحد المحاور المركزية للبحث هو استكشاف تأثير كبار المتصوفة مثل ابن عربي والحلاج على شعر أحمد سويلم. ويبرز هذا المحور كيف استلهم سويلم أفكارهم الصوفية ودمجها في شعره للتعبير عن حالات روحية وفلسفية تعكس صراعات الإنسان مع ذاته والعالم من حوله.

-  استخدام الرموز الصوفية:  فيوضّح البحث كيف استخدم الشاعر المصري  أحمد سويلم الرموز الصوفية مثل الطير، النور، والعشق لتوصيل أفكاره الروحية والفلسفية. وهذه الرموز ليست مجرد أدوات فنية بل هي وسائل تعبيرية تساعد على تعزيز التواصل الروحي بين الشاعر والقارئ. وتعتبر هذه الرموز جزءًا أساسيًا من الفهم الروحي الذي يسعى سويلم إلى نقله.

-  اللغة الصوفية والأسلوب الأدبي: تسلّط الدراسة الضوء على الأساليب اللغوية التي استخدمها سويلم للتعبير عن الأفكار الصوفية، مثل الاستعارات والرموز البلاغية التي تسهم في خلق صور شعرية مكثفة ذات دلالات عميقة. وتبيّن هذه الدراسة للأدوات اللغوية كيف ينجح سويلم في جعل الشعر وسيلة للتأمل الروحي، مما يجعل النصوص تتجاوز اللغة التقليدية إلى مستويات رمزية أعمق.

-  الأدب والصوفية بمثابة مصدر للإلهام: يؤكّد  البحث بأن التصوف أصبح مصدر إلهام رئيس للشعراء العرب المعاصرين في سعيهم للهروب من الواقع المادي والتحليق في عوالم الروح والذات. هذا الربط بين التصوف ملاذًا روحانيًا وبين الشعر المعاصر يشكل محورًا مهمًا، حيث يتم النظر إلى التصوف بمثابة طريق لتحقيق الاتحاد بين الذات والعالم من خلال الشعر.

وقد قامت الدكتوره جهينة الخطيب  بتقديم تحليل نقدي معمق لشعر أحمد  سويلم من خلال المنهج الصوفي، واعتمدت على الأدوات النقدية الحديثة لربط التجربة الصوفية القديمة بالتجربة الشعرية المعاصرة. وأبرزت نقاط التشابه بين تجارب المتصوفة الأوائل والشعراء المعاصرين الذين يستلهمون الخطاب الصوفي في أعمالهم.

كما أن مساهمة الخطيب في هذا البحث لا تقتصر فقط على التحليل اللغوي والأدبي، بل تمتد إلى البعد الفلسفي والروحي، حيث تحاول أن تفسر كيف يمكن للأدب أن يكون وسيلة للتواصل مع الذات الإلهية، وكيف يستخدم الشعر للتعبير عن تجارب روحية عميقة.

ويُعدّ هذا البحث إسهامًا هامًا  في الدراسات الأدبية والنقدية، لأنه يعزز من فهمنا للخطاب الصوفي في الشعر العربي المعاصر، ويوضّح كيف يمكن للأدب أن يكون أداة لفهم التجارب الروحية والفلسفية.

ومن الجدير ذكره أن للناقدة الدكتوره جهينة عمر الخطيب أحد عشر كتابًا نقديا في مجالات عدة في الرواية والقصة القصيرة والقصيدة والمسرح والفن التشكيلي والسينمائي وعشرات الأبحاث باللغتين العربية والانجليزية في مجلات دوليّة محكّمة.