علوم ومعرفة
08/03/2013 - 06:24:53 pm
يوم المرأة العالمي.. قصة الثامن من آذار وبداية الاحتفال بالمرأة
مريم خطيب
عيد المرأة وعيد الأم وعيد الحبّ، وفي كل عيد تُقدّم للمرأة باقة من الزهور، أو هدية، وربما قبلة تنمْ عن المودة والتقدير. فالمرأة هي الأم بالدرجة الأولى، والتي تستحقّ أن تكون كلّ أيامها أعياداً.وهي الزوجة التي بدونها لا تكون الأسرة ولا يكون المجتمع. وهي الأخت الحنون والأبنة التي تزيّن البيت. وهي كذلك زميلة العمل التي تشارك الرجل في بناء المؤسسات وبناء الوطن. والمرأة هي نصف العدد الذي يشكّل المجتمع. لا بل نصف العدد الذي يشكل العالم كله.ولو أردنا إكرام المرأة حقاً، لهيّأنا لها الظروف التي تجعلها تتمتع بالحقوق التي منحها لها الله سبحانه وهذه هي المساواة الحقيقية. فآدم وحواء عليهما واجبات، ولكل منهما حقوق، منذ بدأ الله الخلق إلى يوم القيامة.
أن المرأة دخلت معترك الحياة العامة والحياة السياسية، دخلت الجامعة طالبة وأستاذة، وحصلت على الشهادات العليا، وانخرطت في صفوف الثورة، وأصبحت عضو برلمان ووزيرة، وتقلّدت مناصب رفيعة في الدولة.إلا أنها لا تزال تجابه بمفاهيم قديمة ورثها الكثيرون ممّن تتعامل معهم. حيث أن مجتمعنا لا زال يمارس التمييز ضدّ المرأة، أياً كانت كفاءتها العلمية والثقافية وقدرتها المهنية.
قصة الثامن من مارس وبداية الاحتفال بالمرأة
في 1857 خرجت آلاف النساء للاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف اللا إنسانية التي كن يجبرن على العمل تحتها، ورغم أن الشرطة تدخلت بطريقة وحشية لتفريق المتظاهرات إلا أن المسيرة نجحت في دفع المسؤولين السياسيين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية كما أنه تم تشكيل أول نقابة نسائية لعاملات النسيج في أمريكا بعد سنتين على تلك المسيرة الاحتجاجية وفي الثامن من مارس من سنة 1908 عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد في شوارع مدينة نيويورك لكنهن حملن هذه المرة قطعا من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية لها دلالتها واخترن لحركتهن الاحتجاجية تلك شعار "خبز وورود". طالبت المسيرة هذه المرة بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع.
انضمام النساء من الطبقة الوسطى
شكلت مُظاهرات الخبز والورود بداية تشكل حركة نسوية متحمسة داخل الولايات المتحدة خصوصا بعد انضمام نساء من الطبقة المتوسطة إلى موجة المطالبة بالمساواة والإنصاف رفعن شعارات تطالب بالحقوق السياسية وعلى رأسها الحق في الانتخاب، وكان اسم تلك الحركة "سوفراجيستس" (suffragists) وتعود جذورها النضالية إلى فترات النضال ضد العبودية من أجل انتزاع حق الأمريكيين السود في الحرية والانعتاق من العبودية.
تخصيص هذا اليوم لتكريم المرأة
وبدأ الاحتفال بالثامن من مارس كيوم المرأة الأمريكية تخليدا لخروج مظاهرات نيويورك سنة 1909 وقد ساهمت النساء الأمريكيات في دفع الدول الأوربية إلى تخصيص الثامن من مارس كيوم للمرأة وذلك في مؤتمر كوبنهاغن بالدانمرك الذي استضاف مندوبات من سبعة عشر دولة وقد تبنى اقتراح الوفد الأمريكي بتخصيص يوم واحد في السنة للاحتفال بالمرأة على الصعيد العالمي بعد نجاح التجربة داخل الولايات المتحدة.
يوم نضال المرأة
غير أن تخصيص يوم الثامن من مارس كعيد عالمي للمرأة لم يتم إلا سنوات طويلة بعد ذلك لأن منظمة الأمم المتحدة لم توافق على تبني تلك المناسبة سوى سنة 1977 عندما أصدرت المنظمة الدولية قرارا يدعو دول العالم إلى اعتماد أي يوم من السنة يختارونه للاحتفال بالمرأة فقررت غالبية الدول اختيار الثامن من مارس. وتحول بالتالي ذلك اليوم إلى رمز لنضال المرأة تخرج فيه النساء عبر العالم في مظاهرات للمطالبة بحقوقهن وتذكير الضمير العالمي بالحيف الذي مازالت تعاني منه ملايين النساء عبر العالم. كما أن الأمم المتحدة أصدرت قرارا دوليا في سنة 1993 ينص على اعتبار حقوق المرأة جزء لا يتجزأ من منظومة حقوق الإنسان وهو ما اعتبرته الكثير من المدافعات عن حقوق النساء حول العالم تنقيصا من قيمة المرأة عبر تصنيفها خارج إطار الإنسانية.