تواصل معنا عبر الفيسبوك ![]() | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
بلدية طمرة تحتفل بمبدعيها
برعاية قسم الثقافة بلدية طمرة وبالتعاون مع مركز الشيخ زكي ذياب الجماهيري، تم هذا الأسبوع إشهار كتاب "الملاك الحارس" للأديبة الكاتبة وفاء بقاعي عياشي، بأجواء دافئة وداعمة ومحتضنة للحراك الأدبي المحلي، من خلال أمسيةٍ فنية متنوعة من وحي النصوص الأدبية والشعرية من كتاب الملاك الحارس،
وقامت بعرافة الاحتفال المربية كاملة ابو الهيجا . حيث قدم طلّاب المربية الكاتبة من مدرستي الزهراء ج والبيان ( ورد حجازي، رونق ياسين، تاليا فرعتاوي، مريم بقاعي) نصوصًا شعرية من الكتاب بمرافقة عزف على العود للفنان الصاعد قاسم عياشي، تلتها فقرة رقص باليه من وحي نص "رسالة إلى ابنتيّ" بصوت الفنانة هيام طارق ذياب ، الراقصتين سارة ذياب ومنة الشيخ خليل وتدريب كاترين أبو الهيجاء، كما تخلل كلمات مباركة للإشهار من قبل العائلة ، وتحدث باسمها الاستاذ راجح عياشي ، حيث أشاد بمسيرة الكاتبة الغنية على مستوى الأسرة والعمل والكتابة ، تحدث باسم البلدية المحامي عبد الرحيم ابو الهيجاء ، حيث قال أنّ من مسؤولية البلدية برئاسة السيد موسى ابو رومي تعمل جاهدة رفع مستوى الثقافي في طمرة ، وتشجع مثل هذه الفعاليات والنشاطات الثقافية ، وبارك للكاتبة على إبداعاتها ت وإصدارتها الجديدة . ومن ثمّ تحدث بإسم المركز الجماهيري السيد طارق عواد مدير المركز الثقافي الذي اشاد بالدور الرائد في المركز الثقافي للكاتبة منذ عدة سنوات . وتمنّى لها التوفيق في مسيرتها الأدبية .
وتحدثت الشاعرة والناقدة ايمان مصاروة حول الكتاب :
قراءةٌ في "الملاكِ الحارسِ" للكاتبةِ وفاءِ بقاعي عياشي
تُطِلُّ علينا الكاتبةُ وفاءُ بقاعي عياشي في "الملاكِ الحارسِ" بنصوصٍ نثريَّةٍ تحملُ في طيّاتِها عبقَ الرُّوحِ، وتُلامِسُ شغافَ القلبِ، وتُحلِّقُ بنا في عوالِمٍ من التأمُّلاتِ الرُّوحانيَّةِ والإنسانيَّةِ العميقةِ. وهذه النصوصُ، التي تتراوحُ بين التوقيعةِ والخاطرةِ والقصَّةِ القصيرةِ جدًّا، تُشكِّلُ فُسيفساءً بديعةً تُجسِّدُ رؤيةَ الكاتبةِ للعالَمِ من حولِها، وتُعبِّرُ عن مكنوناتِ ذاتِها المتأمِّلةِ.
كما تتميَّزُ موضوعاتُها بالتنوُّعِ، إذ تتناولُ قضايا إنسانيَّةً وروحانيَّةً متعدِّدةً، مثلَ الحُبِّ، والأمَلِ، والفقدِ، والوطنِ، والطفولةِ، والمرأةِ، والزَّمنِ، والوجودِ.
ويتجلَّى الجانبُ الروحانيُّ في المجموعةِ بشكلٍ واضحٍ، حيث تُعبِّرُ الكاتبةُ عن إيمانِها العميقِ باللهِ، وتُجسِّدُ علاقتَها الروحيَّةَ به من خلالِ نصوصٍ تتَّسمُ بالخُشوعِ والتأمُّلِ والابتهالِ، مُستخدِمةً اللغةَ الصوفيَّةَ الموحيةَ، ومُوظِّفةً الرموزَ الدينيَّةَ المتنوِّعةَ، مثلَ: النُّورِ، والسَّماءِ، والملائكةِ، والصَّلاةِ.
وتتناولُ نصوصُ المجموعةِ قضايا إنسانيَّةً، مثلَ: الفقدِ، والوَحدةِ، والمعاناةِ، والظُّلمِ، وتُعبِّرُ عن تعاطُفِها مع المهمَّشينَ والضُّعفاءِ، مُقدِّمةً هذه القضايا بلُغةٍ مُؤثِّرةٍ، وموظِّفةً صورًا حيَّةً. كما تُولِي وفاءُ بقاعي عياشي اهتمامًا خاصًّا بقضايا المرأةِ والطُّفولةِ.
وتتميَّزُ لغةُ الكاتبةِ في هذه النصوصِ بالجمالِ، والإيقاعِ، والتكثيفِ، وتُوظِّفُ صورًا فنِّيَّةً مُبتكَرةً، ورموزًا مُوحِيَةً، ممَّا يمنحُ نصوصَها عمقًا وبُعدًا دلاليًّا. وتستخدمُ تقنيَّاتٍ سرديَّةً مُتنوِّعةً، مثلَ: التّداعي الحُرِّ، والحوارِ الدَّاخليِّ، والوصفِ التَّصويريِّ، لتُشكِّلَ مجموعةُ "الملاكِ الحارسِ" إضافةً نوعيَّةً للأدبِ المحليِّ.
ومن هنا، تُعدُّ الكاتبةُ وفاءُ بقاعي من الأصواتِ الأدبيَّةِ المُميَّزةِ، التي استطاعت أن تنسُجَ من خلالِ كتاباتِها عوالِمَ غنيَّةً بالرُّموزِ والدَّلالاتِ، تتأرجَحُ بين ثلاثةِ أبعادٍ تُشكِّلُ الإطارَ العامَّ لـ"الملاكِ الحارسِ"، وهي: البُعدُ الرُّوحِيُّ العميقُ، والواقعُ الاجتماعيُّ الصَّادمُ، والقلقُ الإنسانيُّ الوجوديُّ. وعلى هذا الأساسِ، تُقدِّمُ بقاعي في أعمالِها الأدبيَّةِ رؤيةً فريدةً تعكِسُ انشغالاتِ الإنسانِ المُعاصرِ بالقَدَرِ، والحُريَّةِ، والمُعاناةِ، والحُبِّ، والبَحثِ الدَّائمِ عن معنًى يُضيءُ دُروبَ الحياةِ المُظلِمةِ.
البعدُ الروحيُّ والتأملي: رحلةٌ نحوَ الذاتِ والكون
تأخذُنا الكاتبةُ في رِحلةٍ روحيَّةٍ عميقةٍ في "الملاكِ الحارسِ"، حيث يتحوَّلُ الحارسُ الداخليُّ إلى جسرٍ يربِطُ بين الإنسانِ والقُوى الإلهيَّةِ. وتُصوِّرُ هذه العلاقةَ من خلالِ صورٍ شعريَّةٍ مُكثَّفةٍ، مثل: "الفراشاتِ" التي ترمزُ إلى النقاءِ والتحليقِ نحو الأعالي، و"التراتيلِ الإلهيَّةِ" التي تعكسُ لحظاتِ الخُشوعِ والاتصالِ بالسماءِ....
البُعدُ الاجتماعيُّ والإنسانيُّ: معاناةُ الإنسانِ وقسوةُ الواقعِ"
وتحدث الشاعر ناظم حسون من منتدى عكاظ وقال في كلمته :باسم منتدى عكاظ الثقافي الأدبي، نرحب بكم في هذا المساء الثقافي المختلف، حيث نحتفي معًا بإشهار كتاب جديد، ينبض بالابداع، ويعبق بالإحساس، ويحمل توقيع شاعرة وكاتبة لها من الحضور والوهج ما يكفي لتملأ الأمسيات نبضًا ودهشة.نلتقي اليوم لنشهد ميلادًا جديدًا للكلمة، في كتاب "الملاك الحارس"، هذا العمل الذي يفتح لنا نوافذ على عوالم الشاعرة وفاء بقاعي عياشي ويأخذنا في رحلة بين سطورها، حيث تتقاطع اللغة مع الإحساس، وتغدو الكلمة وطنًا يتسع للجميع.
وتحدثت المربية منال مصطفى زميلة الكاتبة باسم مدرسة الزهراء ج حيث تُدرّس الكاتبة وفاء " إنَّ هذا الحدثَ يمثلُ أكثرَ من مجردِ إشهارِ كتابٍ، بل هو احتفالٌ بالعلمِ، والرسالةِ، وبالإنسانيةِ. إنهُ تكريمٌ لقلمٍ تربويٍّ صادقٍ، كتبَ من القلبِ ليصلَ إلى القلبِ. حين تلتقي الكلمةُ الصادقةُ بالرسالةِ التربويةِ النبيلةِ، يولَدُ النورُ. وحين تكتبُ المعلمةُ من عمقِ إنسانيتها، تصبحُ الكتابةُ امتدادًا لرسالتها في الصفِّ والمجتمعِ والحياةِ.
نحنُ اليومَ لا نحتفي بكتابٍ فحسبُ، بل نحتفي بمسيرةِ امرأةٍ اختارتْ أن تكونَ "ملاكًا حارسًا"، كما سمّتْ كتابها، تُرشدُ إلى النورِ في زمنٍ تزدادُ فيه العتماتُ. زميلتنا وفاء لم تكن يومًا مجرّدَ معلمةٍ في أروقةِ مدرسةِ الزهراءِ في طمرة، بل كانت رفيقةَ فكرٍ وحوارٍ، وأختًا لكثيرٍ من الزملاء في الهمِّ الإنسانيِّ.عرفناها بأصغائها الصادقِ، وكلماتها التي تُزرعُ كبذورِ أملٍ، وبحضورها المشرّفِ في كلّ ساحةِ خيرٍ. هي من النساءِ اللواتي يُكرمنَ بحضورهنّ، في بيوتهنَّ وصفوفهنَّ وبلادهنَّ، لأنهن يكتبنَ ليعظنَ.ولعل خيرَ ما يُستشهدُ به من صفحاتِ هذا الكتابِ ما كتبته وفاء بقلبها ووجعها، حين قالت:
"انتظر حُكمكَ، مولاي، بعد غيابٍ قد طالَ،
تسمرتُ في وجهه المزينِ بالحزنِ،
وحاولتُ فكَّ شفيرِ خيوطه المستديمةِ كأنها الأزل:
مولاي،
أيّ الأحكامِ تريد بعد أن حكمتَ على قلبي بالسفر؟"
بهذه الروحِ العميقةِ، كتبتْ وفاء، وبهذا الحسِّ الإنسانيِّ النابضِ، نسجت حروفَها.
وحين نتصفّحُ الكتاب، نقف عند عباراتٍ تفيضُ صدقًا وعمقًا، كقولها:
"أنا الحارسةُ لما تبقّى من الحكايةِ، أحملها على ظهري، وأمضي في الدربِ، لعلّي أجدُ ضوءًا لا يخفت."
وفي نهاية الاحتفال كان للكاتبة كلمة ختامية "
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعال في كتابه العزيز
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ
خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَق
اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ
الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ
عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ
اقرأ ….الكلمة التي كانت البدء .. وفي البدء كانت أوّل بذور الحياة… والحياة رحلة في قطار العمر ، تسير في تعرّجات الصعود والهبوط … وهنا … يأتي الكتاب ليكون مفتاح لكل الأبواب المغلقة ، والقراءة صمام الامان للذات من الذات . فالإنسان القارىء هو ذاك الذي يمشي واثق الخطى نحو غده ، ونحو الأفق ويرى تلك الأبعاد نقطة في محور أفكاره .
فالقراءة التي بدأ الله بها من المجهول ، كي ندركَ أن الله يريد لنا المعلوم من قلب ذاك المجهول … وكلما أبحرنا في بحور الكتبِ ، استيقظ ذاك الحارس في ارواحنا النائمة ليأخذنا في رحلة نحو ذواتنا الغائبة في طلاسم المجهول .. وهنا يأتي دور ذاك الحارس … حارس الروح … … الذي يقف على قمة وجداننا ، ويراقبُ صمتنا الخفي ، وضجيجنا المعلن ….
ليعلن لكم سرّه في كتابي هذا " الملاك الحارس "
وقرأت الكاتبة نص الملاك الحارس من الكتاب