"شَعب بِلا ذاكرة، هو شَعب بِلا هوية"

تم مساء يوم الثلاثاء الماضي بتاريخ 11.04.2023، حلقة حوار وقصة حياة 2، ضمن البرنامج الرمضاني "أيّام زمان". مع الجد الفاضل حبيب حاج أبو سليم، بمقر وقاعة كشّاف الرّوم والمرشدات الأورثوذكسية عبلين. حيث رحّب ياسر حسن مدير جمعية فسيلة حياة بجميع الحضور، معايدًا إياهم بمناسبة شهر رمضان الفضيل وعيد الفصح المجيد.

حاور أبو سليم الدّكتور سهيل حاج، مشكورًا. حيث افتتح اللقاء بمداخلة هامة وجميلة، حيث شدّد على ضرورة العودة إلى الأصل وقال: لازم نسمع هويتنا من الأصل "شعب بلا ذاكرة هو شعب بلا هوية" . وجب التنويه، أن الدّكتور سهيل لديه إرشيف هام من فيديوهات ومعلومات هامة عن عبلين بالماضي بإجتهاده الشخصي.

- بدأ اللقاء مع حبيب حاج ابو سليم بأن يعرفنا عن نفسه وعائلته حيث قال:

أنا حبيب سليم حاج مواليد سنة 1930, إبن حياة سليم الحداد أبوي توفى وأنا بعمر الخمس سنوات وأمي ربتنا على المحبة والاحترام، أختي مرتا ومريم أم عايد. عمامي عمي اسكندر وعمي حبيب أبو متيل ورحيل، أبوي كان يشتغل شمّاس بالكنيسة.

- إحكيلنا عن البابور اللي جنب بيتك :

كان البابور لتوفيق الناصر وكانو ييجوا من كفر مندا وطمرة يطحنوا القمح فيه.

- لأي صف تعلمت:

تعلمت للصف الخامس بعبلين وكان يعلمني المعلم حياة ايليا والمعلم محمد والمعلم زكي الديب من الرامة، كان ظّليم وإلي قتلة منه كل يوم الصبح. كان بصفي إم سمير وغزالة وأنيس الشبلة ورؤوف الأمين، كنا نتعلم تاريخ جغرافيا انجليزي عربي وحساب.

شو اشتغلت بعد صف خامس:

إشتغلت عطروز (مساعد حراث) كنت أحضر وأغير الدابة، شغلي كان من الساعة سبعة الصبح للساعة الثانية الظهر، كنا نحرث من عبلين للحرقان(أرض بجانب أفيك) وبعد الحراثة كنا نزرع قمح وشعير ،كنت أقبض من أول الشتوية لآخرها كيلين قمح. وبعدين اشتغلت بدكانة يهود وبالقصارة وبالمزارع كنت شاطر ودكتور للولادة.

- شو كنتوا تلعبوا بالطفولة:

لعبة طُلابا و يابونا برية البلد بالوعر، وأول راديو كانت بعبلين عند عزيز المختار.

عبلين كانت ملانة كروم عنب وكنا نبيع عنب وبيض ولبنة كان يصنعها حياة عيسى الحافي.

- 1948 وعصبة التحرر:

اعبلين سقطت بتاريخ 14.07.1948 بعز الصيف كانوا أهل عبلين متسرسبين وخايفين عالآخر، الكل كان خايف. سمعنا الطخ في شفاعمرو. الصبح الساعة السادسة، وهربنا على الضميدة عند دار ابو ضعوف، عند رجا ابو ضعوف ومحمد ابو ضعوف.

القيادة كانت بصفورية ونصري المر راح على صفورية حتى نرجع إلى عبلين، رجعت بالأول النسوان وبعدين الزلام. كان حوالي عشرين بارودة بعبلين، كان بعصبة التحرر أبو سمير أبو عايد أبو انطون وأنيس الزهران، طلعوا منشور انه الناس ما تهرب وما تطلع من عبلين، رجعنا من الضميدة والفضل لأبو أنطون.

الجيش جمعنا وعمل طوق، عملوا لجنة مسؤولة عن عبلين الخوري والشيخ علي وسليمان الزيدان.

الجيش حبس سبعين زلمة لمدة سنة والنسوان صارت تصرخ.

- عن المقاومة:

فريد أبو نسب وكامل عويد صنعوا مدفع، لما وصل الجيش كان عارف إنو في مقاومة وسلّموا المدفع للجيش.

-عن حرمان ورفض الشيوعيين:

تكلّل أبو عايد بتاريخ 09.10.1949 بعد رفض الكنيسة الكاثوليكية، لكونه شيوعي، تكلّل من قبل خوري أرمني من حيفا.

كنا بالحزب الشيوعي نجتمع عند حنا وكان معنا أعضاء من دار النجمي ودار حيدر ودار عثمان.

انا كل حياتي كنت أصوت للحزب الشيوعي حتى لو كان مرشح من عائلتي.

- عن عبلين والعلاقة بين الناس:

زمان كانت الناس بينها العلاقة أفضل، الحياة بعبلين ممتازة فش عنصرية، خلينا نحافظ على وحدتنا والسّلام أساس الحياة كلها.

أعضاء جمعية فسيلة حياة تشكر جزيل الشكر الجدّ الفاضل حبيب حاج أبو سليم متمنين له دوام الصحة والعافية. كما ونشكر الدكتور سليم حاج والعائلة على التّعاون وحسن الضيافة. نشكر الدّكتور سهيل حاج على المحاورة الممتعة. ونشكر الأستاذ جاسر عوّاد وأعضاء سرية كشاف الرّوم والمرشدات الأورثوذكسية على استقبالنا في مقرّهم.

رمضان كريم وفصح مجيد.

انتظرونا قريبًا ببرنامج "أيام زمان 3".