تواصل معنا عبر الفيسبوك | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كلمة الاتحاد- نحنُ على العهد ما حِدنا ولا نحيد، نحنُ لها!
حين قررت قائمة الجبهة والعربية للتغيير أن تصارح الناس: نحن في خطر فعلي، فإنما كانت تقوم بنوع محدّد من التحشيد الذي لا يخلو من صعوبات، تتمثّل في مجرّد المكاشفة، كما لا يخلو من مخاطرة بتثبيط بعض الهمم بدلاً من استنهاضها، سواء في دوائر الكوادر أو في الجمهور العام. وهي حملة قد يراها البعض نوع دعاية مدروس بعناية وتخطيط وقناعة، وهي كذلك فعلا، كجزء من حملة تصرّ حتى إقفال الصناديق على إحضار الحقيقة كاملة للجمهور.
إن الجو الذي أحاط بهذا التصوّر وهذه المعطيات ودفعها إلى النور والعلن، عزّز المقولة وعمّق مصداقية القائمة بنظر الناس. لم تكن هذه "دبّة صوت" و "فزعة" تلعب على العواطف والغرائز – كما فعل آخرون للأسف - بل كانت مناشدة، من العقل للعقل ومن القلب للقلب، لتصنع دربها إلى ضمائر الناس، الجماهير المجرّبة الحكيمة – الحكيمة بتجربتها الكفاحية المدرسَة. ولهذا فقد أصابت المناشدة هدفها وحققته.
فالمصداقية وثقة الناس بهذا الخط وهذا النهج هو النبع الرقراق والمنبع الذي لا ينضب، الذي يُستقى منه العزم والأمل والاستمرار. وفي قلب ذلك وفي غضونه هناك الإرادات الملتهبة والطاقات الهدّارة المنطلقة الزاخرة المثمرة لحشود كوادر الشيوعيات والشيوعيين والجبهويات والجبهويين وشركائهم من الحركة الحليفة. هذه هي المعادلة التي نقلت قائمة الجبهة والعربية للتغيير من موقع الخطر الفعلي والملموس – الذي صرف اليمين بزعامة نتنياهو الملايين لتحويله إلى حقيقة واقعة – نحو تحقيق إنجاز انتخابي بهيّ وغير سهل ضمن الظروف المختلفة المعقدة التي أحاطت هذه الانتخابات.
الآن، وبالرغم من الحق الكامل بالفرح والتهليل والامتداح لهذا الإنجاز، فإن البيت السياسي الكفاحي للحزب الشيوعي والجبهة يدرك أنه الآن أمام واجب المضيّ بقوّة في معركة طويلة صعبة أمام هذا الاكتساح الفاشي القميء الخطير. هذا هو ما يسجّله بيتنا السياسي أمامه ويستهدفه بمواصلة النضال السياسي والشعبي والبرلماني والاجتماعي والثقافي، الذي كان ولا زال "العملة الصعبة" الوحيدة بأيدي هؤلاء الرفيقات والرفاق في القواعد والميادين والقيادات وشتى مواقع المهمات والمسؤوليات.
فكأننا نسمع صدى ما يعتمل في الصدور والعقول والضمائر الحمراء ويجلجل: نحنُ على العهد، ما حِدنا ولا نحيد، نحنُ لها!