X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أدب وشعر
اضف تعقيب
14/04/2024 - 06:23:50 am
لا تشته ما لغيرِكَ  قصّة للأطفال بفلم : زهير دعيم

لا تشته ما لغيرِكَ
 قصّة للأطفال بفلم : زهير دعيم

  كم تمنّى رئيف أن يكون لديه حاسوب يُعينه في دراسته ، ويملأ من خلاله أوقات فراغه ، فهو كما كلّ طلاب المدرسة الابتدائية  في هذه الأيام يُحبّ أن يسافر في دنيا القصص ورياض الشِّعر والالعاب والأغاني والمراسلات والمواد العلميّة والأدبيّة. وكلّ هذه الامور متوفرة في الحاسوب ، هذا السّاحر العجيب!!!.
  ولكن كما يقول المثل الشّعبيّ : " العين بصيرة ، واليد قصيرة " فالفقر يسكن في بيتهم ولا يريد أن يفارق ، فيُضطرّ رئيف  أن يستعين في بعض الحالات بحاسوب جاره وتِرب صباه ماهر ، الذي يسكن في البيت الكبير والجميل ، والقائم قبالة بيتهم ، فيذهب اليهم خَجِلًا ويطلب منهم  أن يجلس الى حاسوبهم بعض الدّقائق لحلّ وظيفة ما.
  والجيران طيّبون ، ظرفاء ، يقابلونه بالابتسامات وبكأس من العصير المُثلَّج والكعك الّلذيذ والفواكه الشّهيّة.
  ورئيف يحبّ العصير والكعك والفواكه ، ومع هذا فكثيرًا ما كان يرفض ويتمنّع ، رغم الحاح الجيران.
  كان رئيف يجيل ببصره في الصّالة الواسعة ، وفي اللوحات الجميلة المُعلَّقة على الحائط ، وفي الأثاث الفاخر الآتي من اوروبا،   وتبهره الثُّريّا الجميلة المُدلاة من السّقف، فيتأوه بصمت : " يا الهي ما أجمل هذه المشاهد!!! ثُمّ يروح يسأل بصمت لماذا لا يكون عندنا مثلها ؟ 
لماذا هم يعيشون في نعيم ونحن في ........
 ولكن سريعا ما يسمع صوتًا من داخله يقول : " على رِسلِكَ ، فالشّريعة الإلهيّة تقول : " لا تشتهِ "
 ويهزّ رئيف رأسه قائلا: حقًّا ، علينا ألا نشتهي ما لغيرِنا .
  
   في أحد الأيام ، وبينما كان رئيف عائدًا لوحده من المدرسة ، رأى على الرّصيف القريب من بيتهم محفظة نقود ، فارتعش وهو يتناولها ويفحص ما فيها.
   إنّها مملوءة بالأوراق النقدية من كلّ الالوان والأنواع ، اوراق يعرفها واوراق لا يعرفها .
 دسّها رئيف في حقيبته وتابع سيره.
 دارت الأفكار في رأسه ...إنّه أضحى غنيًّا ، وبمقدوره أن يشتريَ حاسوبًا ودرّاجة حمراء ، وأن يُحسّن ظروف عائلته.
  ويعود إليه الصّوت الداخليّ الهامس يُؤنّبه : تمهَّل ، فالمحفظة ليست لكَ. ويشدّ رئيف الحقيبة الى صدره ويعود الى البيت مُسرعًا.

  وفي مساء اليوم ، وبينما كانت العائلة مُلتفّة حول مائدة الطعام ، قُرع جرس الباب ، فقام رئيف ليفتح ، فإذا به أمام جاره أبو ماهر وصديقه ماهر .
 عانق أبو ماهر رئيف بحرارة قائلا :  ما أروعكَ يا ولدي ...ما أروعك !!.
  هبّ أبو رئيف عن مائدة الطعام لاستقبال  الجار الضيف ؛ هذا الجار الذي لا يزوره الا نادرًا ، فصافحة أبو ماهر بحرارة وهو يقول : أهنئك يا جارنا على ابنكم رئيف ؛ هذا الصّبيّ المُهذَّب والأمين ، أهنئكم وأرجوكم أن تقبلوا منّا هذه الهدية المتواضعة .  
 وما أن أكمل ابو ماهر حديثه ، حتّى دخل شابٌّ يحمل حاسوبًا جديدًا ،  فيما راح ابو رئيف وزوجته ينظران الى رئيف تارة والى ماهر وأبيه أخرى والحيْرة تملأ الكيان




Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت