العودة سيرا على الأقدام

  إلى الأطلال

الشاعر المغربي إدريس الملياني

عادوا لأول مرة

عادوا إلى أطلالهم

عادوا لكي يجدوا

حطام الموت في استقبالهم!

..

عادوا على أقدامهم

سيرا إلى أرواحهم

ردت إليهم مثلما

ردت إلى آمالهم!

 

عادوا وما نزحوا

بغير حياتهم

عادوا وما برحوا

سوى أسمالهم!

..

النازحون العائدون

يواصلون شتاتهم

عبروا جِهِنُّومَ الجنوب

إلى جحيم شمالهم!

..

عادوا يكفكف دمعهم

فرح حزين

دامع القلب الجريح أسى

على أحوالهم ومآلهم!

..

من أشعل النيران يطفئها

ومن ذا يطفئ النيران

غير ذوي الّلحى

دقُّوهُمُو  دقَّ الرّحى بثِفالها!

..

عادوا يغنون : عَتابا

سكابا يا دموع العين سكابا

ومِيجنا يا ما جنى علينا

وكم رمانا وأصابا !

..

سكابا يا دموع العين سكابا

تعي وحدك ولا تجيبي حدابا

وان جيتي وجبتي حدا معاك

لاهدّ الدّار واجعلها خرابا!

27 يناير 2027

2_  هُنَا .. لِكَ

 

زَمَنٌ هُو نَفْسُ الْمَكَان

هُنَا.. وَهُنَا .. لِك

شَعَّ وَضَاء

لَهُم وَمَشَوا

فِيه لَم يَدْلَهِمّ !

..

هُو نَفْسُ الزَّمَان

هُنَا.. وَهُنَا .. لِك

شَعَّ وَضَاء

عَلَيْهِم وَلَكِنَّهُ

 حَالَمَا وَقَفُوا فِيه أَظْلَم !

..

_ جِهنّوم : جهنم، من جي : وادي، وهينّوم أو ابن هينوم: اسم رجل كان ينسب إليه الوادي، في القدس، حاليا وادي الربابة، الجزء الشرقي منه: توفة، وهي حفرة الحطب والنار، حيث كان يحرق الأطفال أحياء، قرابين للإله، الكنعاني، الفينيقي، والشام والشمال الإفريقي، المسمى مولوخ، مولوك، بعل، الباسط ذراعيه، الشره إلى الدماء، المغرم بالقرابين البشرية، خاصة من الأطفال. وحتى لا يسمع صراخ الضحايا من أبنائهم وبناتهم، كانوا يضربون بالمعازف لاسيما بالدف، الذي كان يسمى "تف" ومنه اشتقت توفة أو توفه، اسما لحفرة النار،  ومن هنا ولدت كلمة جهنم، وهي المزبلة النتنة والمحرقة الوثنية الرهيبة وفي "سفر إرميا": "يقول الرب، ولا يسمى بعد هذا الموضع  توفة أو وادي ابن هينوم، بل وادي القتل" وهناك المزيد المفيد لمن يريد! 

_ مِيجَنا، توأم عْتابَا ولازمة ممهدة لها _اطلع عتابا واكسر ميجنا_ من معانيهما يا ما جنى علينا وكم أصابنا وفي أصلهما حكايات منها أنهما بنتان لأمير كانتا تتغنيان بمواضيع عاطفية.