X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أدب وشعر
اضف تعقيب
24/05/2025 - 09:47:40 pm
مقالات بقلم الكاتبة: رانية مرجية 

مقالات بقلم الكاتبة: رانية مرجية 

لا تحدثني عن الإيمان إن لم تبكِ في العتمة

بقلم: رانية مرجية

 

إياك أن تحدثني عن الأمل، ما لم تختبر الألم.
لا تُحدّثني عن الضوء إن لم تمشِ حافيًا في العتمة.
لا تُلقِ على قلبي المحترق عبارات مطمئنة مستعارة من كتب التنمية البشرية أو خطب الوعّاظ. ستكون نكتة سمجة، لا أكثر.

ترى، ماذا تعرف عني؟
لا شيء.
فمن الأفضل أن تصمت.

لا تستعرض أمامي محبة زائفة، ولا تُظهر إيمانك المزيّف لتكسب التصفيق.
لا تذكر اسم الله، أو الدين، أو المحبة، وأنت تفرغها من معناها.
ماذا تعرف عنها؟ لا شيء.
مجرد كلمات ترددها، تستعرض من خلالها بطولاتك الوهمية.

حسنًا، يمكنك أن تواصل خداع نفسك ومن حولك،
لكنني أنا لست منهم.
لن تستطيع خداعي، ولن تُقنعني بصدق نواياك، ولا بنقاء قلبك أو صفاء فكرك.

لقد سقطت، يا عزيزي، في أول امتحان للواقع.
سقطت وسقط معك قناعك، حين سخرت من جرحي أمام الآخرين.

الإنسان موقف.
والإيمان موقف.
والدين موقف.
والمحبة، هي الأخرى، موقف.

أما أنا؟
نعم، أنا متعبة.
لكنني لست مكتئبة.
أنا موجوعة، نعم.
ولكني سأنسج من جرحي مزمورًا خاصًا بي،
وسأتجاوز هذه المرحلة الصعبة، بإيماني الممزوج بالصبر، وبأملٍ لا يُشبه كلماتك.

سأتجاوز،
لأنني تعلّمت كيف أُحيل ألمي إلى حكاية،
وجرحي إلى نضال.
ولأني ببساطة، لا أحتاجك لتُصدّقني.
يكفيني أنني أُصدق نفسي

 

“كيف نعيش الأمل والفرح؟ تأملات في الصمود النفسي في زمن الألم والإعلام المنهك”
بقلم: رانية مرجية – إعلامية ومتخصصة في قضايا الإعلام المجتمعي والثقافي

الملخص:

في زمن تكثر فيه الأزمات الصحية والنفسية والاجتماعية، وتلعب فيه وسائل الإعلام والسوشيال ميديا دورًا مزدوجًا بين التوعية والإرباك، تبرز الحاجة إلى خطاب إنساني يضع الأمل في مواجهة الألم، والإيمان في مواجهة الخوف. يحاول هذا المقال، من منطلق إعلامي وإنساني، أن يستعرض كيف يمكن للفرد أن يعيش الفرح والأمل في ظل المرض، الألم، والظلم، من خلال قوة الكلمة، فعل المشاركة، والتصالح مع الذات.

مقدمة:

“كيف نعيش الأمل والفرح، والمرض ينهش عظامنا، والظلم ينتشر من حولنا، والموت يحاصرنا من كل حدب وصوب؟”
سؤال وجودي تواجهه شرائح واسعة من الناس اليوم، لا سيما من يعانون من أمراض عضال مثل السرطان، أو من يعيشون ضغوطًا نفسية هائلة بسبب ظروف شخصية أو اجتماعية. هذا السؤال يأخذ بعدًا أكثر عمقًا حين نعيشه كأفراد في حقل الإعلام، حيث نكون شهودًا على كم هائل من المعاناة، وفي الوقت نفسه مطالبين بإنتاج خطاب يمنح الأمل.

أولًا: الإعلام بين الأمل والإرباك

من جهة، يستطيع الإعلام أن يكون وسيلة فعالة في دعم المرضى وبث الأمل عبر تسليط الضوء على قصص التعافي والتحدي. لكن من جهة أخرى، فإن التغطية المفرطة للحالات المأساوية، أو تسليع الألم، قد تسهم في نشر ثقافة الإحباط بدلًا من بث الطمأنينة.
هنا تظهر أهمية إعلام الأمل: إعلام يوازن بين نقل الواقع وتقديم إمكانيات النهوض، إعلام لا يتجاهل الألم، بل يحتويه ويمنح الناس أدوات لمواجهته.

ثانيًا: بين الألم والتعبير – الحديث شفاء

كثيرًا ما نكبت آلامنا، إما خوفًا من نظرة الآخرين أو اعتقادًا أن الصمت قوة. لكن الحقيقة أن التعبير عن الألم هو خطوة أولى نحو الراحة.
حين تقول إحدى النساء المصابات بمرض عضال: “ألمي فوق احتمال البشر”، فإنها لا تطلب فقط دواءً بل إصغاءً.
والسؤال: كيف نعبر عن هذا الألم؟
قد يكون عبر ترنيمة، أو صلاة، أو أغنية، أو حتى عبر حديث بسيط مع صديق مقرب. هذه الأفعال ليست ترفًا نفسيًا، بل هي أدوات مقاومة وجودية.

ثالثًا: جسد عليل… وروح تقاتل

المرض، خاصة في حالاته المزمنة أو المتقدمة، لا يؤثر فقط في الجسد، بل يطال النفس والعلاقات والقدرة على الإنتاج. أعراض مثل الغثيان، الهبوط، والإرهاق، تُضعف من قدرة الشخص على أداء عمله أو التفاعل مع محيطه.
لكن وسط هذا كله، يظل السؤال مفتوحًا: هل نستطيع أن نعيش لحظة فرح حقيقية رغم هذا الألم؟
الإجابة ليست سهلة، لكنها ممكنة. الفرح هنا لا يعني الغياب التام للألم، بل القدرة على إيجاد “فسحة أمل” وسط كل ذلك – لحظة تأمل، حضن دافئ، ضحكة غير متوقعة، أو نظرة مليئة بالحب من طفل.

رابعًا: التصالح مع الذات… بداية الطريق

واحدة من أقسى نتائج الألم المزمن، هي فقدان الإنسان للصلح مع نفسه. يشعر أنه منهك، مقهور، ناقص. وهنا تأتي أهمية الخطاب الروحي والنفسي المتصالح: أن نقبل أننا لسنا كاملين، أن نمنح أنفسنا إذنًا بالضعف، أن نعيش اللحظة كما هي، لا كما نريدها أن تكون.

خاتمة:

وسط عالم مثقل بالضجيج، وواقع يفيض بالألم، تظل قوة الأمل فعلًا ثوريًا. أن نبتسم ونحن نواجه الألم لا يعني أننا نتجاهله، بل أننا نرفض أن نُهزم به.
وكمتخصصة في الإعلام المجتمعي، أؤمن بأن الكلمة الطيبة، والمحتوى المسؤول، والرسالة المتزنة، قد تكون سببًا في تغيير حياة إنسان، أو على الأقل، في تخفيف عبء يومه.

 

الحِداد في المسيحية… عبور من الدمع إلى القيامة

بقلم: رانية مرجية

 

في حضرة الموت، تتوقف الكلمات، وتصمت الضوضاء، وتعلو فقط لغة الدموع. هو وجع الفقد، ذاك الذي لا يُشفَى بسهولة، ولا تُخففه المجاملات. لكنه، في قلب الإيمان المسيحي، ليس نهاية، بل بداية أخرى… بداية حياة لا تعرف موتًا، ولقاء مؤجل في حضن النور.

في المسيحية، لا يُنكَر الحزن، بل يُحتضن. لا يُكبت الألم، بل يُضاء برجاء القيامة. حين يرحل عزيز، لا تُغلَق أبواب الرجاء، بل تُفتَح نوافذ السماء، حيث نؤمن أن الحياة لا تُختَزل في سنوات تُعدّ، بل في أبدية لا تنتهي.

دموع المسيح تكفي…

في لحظة إنسانية مؤثرة، حين وقف يسوع عند قبر لعازر، لم يُلقِ فقط عظات، بل بكى. تلك الدموع، كانت أصدق عزاء، وأقدس تأكيد على أن الحزن ليس ضعفًا، بل وجه من وجوه المحبة. لكنها لم تكن النهاية، فبعد الدموع… جاءت القيامة.

هكذا يعلمنا المسيح: نعم، ابكِ، تألم، افتقد… لكن لا تفقد الرجاء. فالذي بكى، هو نفسه الذي أقام لعازر. والدموع التي نذرفها اليوم، تروي بذور القيامة التي ستنبت في الغد.

الموت ليس جدارًا… بل جسر

الموت في المسيحية ليس قطيعة، بل عبور. ليس وداعًا أبديًا، بل غيابًا موقتًا. الجسد يفنى، نعم، لكن الروح لا تنطفئ، بل تعود إلى خالقها، حيث الحب لا يموت. لهذا تُسمي الكنيسة موت المؤمنين بـ”الرقاد”، كما لو أن الراحلين ليسوا إلا نائمين في انتظار فجر القيامة.

وهذا هو سر السلام الذي يسكن قلب المؤمن، حتى وهو في عمق الحِداد.

طقوس لا تُرثي الموتى… بل تحتفل بالحياة

الشموع المضيئة، والبخور الصاعد، وأناشيد الرجاء التي تُتلى في الجنازات المسيحية، ليست طقوسًا باهتة، بل صلوات حيّة، تُحاكي السماء. كل ركن فيها يهمس: “الراحل لم يُهزَم، بل عاد إلى البيت الأبدي”.

تتلو الكنيسة كلمات المسيح:

“أنا هو القيامة والحياة، من آمن بي وإن مات فسيحيا”

(يوحنا 11:25)،

وتُذكّرنا بأننا لا نودّع، بل نرسل رسالة لقاء قريب، حيث لا وجع، ولا دمع، ولا رحيل.

كيف نعيش الحِداد؟

• بالصلاة، لأن المحبة لا تنتهي عند القبر.

• بالرجاء، لأن القيامة ليست وعدًا شعريًا بل حقيقة قام بها المسيح أولاً.

• بالتكافل، لأن الألم المشترك أخفّ وطأة.

• بالحياة، لأن أحبّاءنا الذين رحلوا، يريدون لنا أن نحيا، لا أن نغرق في غيابهم.

الخاتمة: على أعتاب الرجاء

نحن لا نختار الحزن، لكننا نُدعَى أن نختار كيف نعيشه. وفي قلب المسيحية، يتوهّج نور مختلف: نور يقول إن الموت ليس سيدًا، بل العبور إلى حضرة من قال:

“ها أنا معكم كل الأيام، إلى انقضاء الدهر.”

(متى 28:20)

في حضرته، تبكينا الأيام، لكن لا تنكسر أرواحنا. نُحمَل على جناح الإيمان، ونمضي، حاملين في قلوبنا وجعًا مقدسًا، ورجاءً لا يخيب.

 

نحن أمام لعبة مصالح ومطامع محلية، إقليمية، ودولية خطيرة جداً…!
بقلم: رانية مرجية

صباح الخير أيها الوطن المصلوب،
صباح الخير لأمهات فلسطين وسوريا ولبنان، اللاتي نسين شكل الفرح، وباتت دموعهن تكتب الجغرافيا الجديدة للمنطقة.

أكتب لكم وقلبي مثقل. لا لأنني لا أحتمل المزيد من الأخبار، بل لأنني أحتملها أكثر مما ينبغي. لأنني – كعادتي – لا أملك رفاهية الحياد، ولا أؤمن بـ”الموضوعية الباردة” حين يُذبح الناس باسم السيادة وباسم المصالح المشتركة.

في مقالات سابقة قلت:

“لسنا ضحايا الكارثة، بل ضحايا الذين صمتوا عنها طويلاً، وتاجروا بها كثيراً، وخانوها أكثر.”

وها نحن نعيش اليوم كارثة مكتملة الأركان:
فلسطين تنزف بصمت مدوٍّ. غزة محاصرة بالجوع والموت، والضفة مخنوقة بالتنسيق الأمني، والقدس تُهوَّد على مهل، كما تُنتزع الروح من الجسد. وكل ذلك وسط صمت عربي مخزٍ، بل ومشاركة مباشرة أحيانًا تحت شعارات خادعة عن “التطبيع من أجل الاستقرار”.

“الاستقرار الذي لا ينبع من العدالة، هو مجرد تأجيل لانفجار أعنف.”
هكذا كتبت منذ عام، واليوم أشهد أن نبوءتي لم تكن نبوءة، بل قراءة في كتاب مفتوح اسمه “الخذلان”.

سوريا، تلك التي أحببتها وأبكتني مسارحها وأنا في الرملة، لم تعد لسورييها. هي الآن موزّعة بين عواصم القرار. درعا وريف السويداء تتحولان إلى ممرات لتهريب السلاح والمخدرات، ومن خلف ذلك تتسلل أصابع إيرانية تتحدى أعين الأردنيين، بينما السماء تُرصد بالأقمار الصناعية.

الأردن، بلدُ التوازن الصعب، يختنق بالضغوط. كيف يمكن لعمان أن تظل في موقع “الوسيط الحيادي” بينما الحدود الشمالية تُخترق، والتسريبات تتحدث عن تهديد وجودي في خاصرتها الشرقية؟

“إن صمت الأردن لا يعني ضعفه، بل انتظاره للحظة يضرب فيها دون ضجيج.”

لبنان، ذلك الجرح الجغرافي المفتوح، لا يحتاج إلى حرب جديدة، فهو في حالة حرب داخلية دائمة: مع الطائفية، مع الفقر، مع اللا دولة. وحزب الله – رغم ما يمثله من مقاومة – لا يستطيع أن يُخفي أن الوطن بات مختطفًا، وأن اللعبة تتجاوزه أيضًا.

السعودية، التي حاولت أن تُنقذ نفسها من مستنقعات الإقليم، تجد نفسها اليوم مجبرة على العودة للميدان. فلا يمكن لأي دولة – مهما بلغت من القوة – أن تظل بعيدة عن الحريق إذا تمدد اللهيب حتى أسوارها.

أما إسرائيل، فهي لم تكن يومًا “جزيرة آمنة”، بل كانت دائمًا مشروعًا استعمارياً يحتاج إلى حرب دائمة ليبقى. لكن يبدو أنها نسيت هذه المرة أن الشعوب التي تستيقظ على صوت المجازر قد تنام على فكرة المقاومة.

“نحن لا نُربّي أولادنا ليكونوا شهداء، بل ليكونوا أحراراً، لكن الاحتلال لا يترك لنا خياراً.”

نحن أمام فصل جديد، لكنه ليس خاتمة القصة. كل ما يحدث الآن من تحالفات، تهديدات، وغارات، هو إعادة ترتيب لأوراق “اللعبة الكبرى”، لكن هذه المرة بأجسادنا نحن، بذاكرتنا، وبأحلام أطفالنا.

في النهاية، لا أكتب لأُبشّر. بل لأصرخ.
ولا أكتب لأن لديّ إجابة، بل لأن السؤال وحده صار شكلاً من أشكال المقاومة.

صباح الخير يا وطن،
إنه زمن الاختبار الأخير… فإما أن نصحو، أو نُمحى




Copyright © elgzal.com 2011-2025 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت