بنيامين حيدر يكتب من الاندلس 

عذرًا طارق بن زياد

غابت صيحتك من فوق الجبل، وعمّ الصدى فينا حتى صار الصمت لغتنا الوحيدة.
لم تعد الخيول تصهل في السهول، ولا الرايات تعانق السماء.
صرنا نرفع أصواتنا في الخطب، لكنها تسقط قبل أن تبلغ القلوب.
صرنا نقرأ عنك في الكتب، وننسى أن روحك كانت تمشي على الأرض،
تفتح الدروب وتزرع الحلم في الصخر.
كأننا خنّا وصيتك حين قلتَ: البحر من ورائكم والعدو أمامكم،
فصرنا نحن البحر… نغرق في الخوف،
ونحن العدو… نحاصر أحلامنا بأيدينا.
تركنا الجسر بيننا وبين المجد ينهار حجرًا حجرًا،
واستبدلنا دفء الفتح ببرود الهزيمة،
حتى صار الأطفال يحفظون أسماء الملوك من أفلام الرسوم،
ولا يعرفون اسمك إلا كسطرٍ عابر في امتحان التاريخ.
يا طارق، علّمنا كيف نكسر هذا الصمت،
وكيف نصنع صيحةً جديدة،
توقظ الجبل… وتعيد للبحر مراكبه.