X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أدب وشعر
اضف تعقيب
24/08/2025 - 10:10:58 am
نادية كيوان: ظِلال الرّجال التي لا تُرى!

نادية كيوان: ظِلال الرّجال التي لا تُرى!

 

في زحمة الشكاوى التي تُثقل قلوب النساء، كثيرًا ما نسمع كلماتٍ تقسو على رجلٍ صامت، متعب، لا يُحسن التعبير بالكلمات، لكنه يُجيد التعبير بعرقه وتعبه وصمته.
تتذمّر امرأة من أنّ زوجها لا يشتري لها ما تريد، أو أنّه لا يهتم بما يكفي، وتغفل أن الرجل الذي أمامها قد يعود يوميًا مُثقل الجسد، يحمل على كتفيه حجارةً أثقل من همومه، ويقف تحت شمسٍ حارقة أو بردٍ قارس في ورش البناء والشغل الشاق… كي يضع في بيته لقمةً لا تنكسر كرامتها، ويؤمّن لأطفاله حياةً كريمة.
كثيرون من رجالنا يعملون في مهنٍ يُنظر إليها ببساطة من بعيد، لكنها في الحقيقة حرب يومية بين الجسد والحديد، بين الإرهاق والأمل.
يعلّقون حياتهم على سقالاتٍ عالية، أو بين جدران إسمنتية، أو في طرقات غبارية، بلا صخب ولا شكوى، وكأن الصمت صار وسيلتهم الوحيدة لحماية من يحبون.
كم من رجلٍ يُتهم بالبخل وهو في الحقيقة يُقسّم راتبه المثقل بالدم والعرق بين حاجات البيت، الأقساط، واحتياجات الحياة!
وكم من رجلٍ ظنّت زوجته أنه لا يُحبها لأنه لا يُتقن الكلام، بينما هو يُخبئ حبّه في كيس خبز يحضره وهو عائد من عمله، وفي دواءٍ يشتريه بصمت حين يمرض أحد أبنائه، وفي يده المتشققة التي تُدلل معنى الرجولة الحقيقي.
“ليس الحبّ ما يُقال، بل ما يُفعل بصمت. الحبّ قد يكون في يدٍ متشققةٍ من العمل، وفي عيونٍ تذبل قبل أوانها، وفي رجلٍ يخبئ وجعه كي لا يثقل قلب من يحب.”
(من كتابي “همسات”)
فلنرفق بهؤلاء الرجال، فهم ليسوا حجارةً صلبة كما يُخيَّل، بل بشرٌ يتعبون، يضعفون، ويتألمون، لكنهم يختارون أن يخفوا وجعهم خلف جدار الصمت حتى لا يثقلوا على من حولهم.
رفقًا بالرجال الذين يكافحون بصمت… فليس كل من لا يشتكي مرتاح.
ولنمنحهم كلمة تقدير، نظرة امتنان، ودعاءً صادقًا بأن يعودوا سالمين من كل يوم عملٍ يقتطع من أعمارهم لأجل من يحبون.
أيتها الزوجة..
رفقًا بالرجال… فهم ينهضون كل صباح كي لا تسقط بيوتنا، ويصمتون كثيرًا كي لا نسمع أنينهم، ويُرهقون أجسادهم كي نرتاح نحن.
ولو علمتِ كم يتمنى أن تعودي إليه بكلمة حبّ، ونظرة امتنان، ودعاءٍ يرافقه في دربه، لما قسوتِ عليه يومًا.

(ام الفحم)




Copyright © elgzal.com 2011-2025 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت