قصيدتان

شعر: ليلى عبد الله

 

عَبْقريّةِ المَكان

يا لِعَبقريّةِ هذا المكان

على مَرِّ الزّمان

أنا جَريحةُ حَرْبٍ

لكنّي أحتضنُ في قَلبي

أمّة...

سَرَقَ الجوعُ ملامحي

وَغَطى الغُبارُ جَسدي

العَدالةُ تَخْتَنِق

وَتَشريعاتُ العالمِ

تَتَساقط..

يا زَمَنَ الفراغِ

مِنَ الإنسانِيّةِ

مِنَ الأخلاقِ

وانهيارِ القِيَم

يا زَمَنَ الفَوْضى

وصَوْلِ الشيطانِ

في كُلِّ الساحات

بَدأتُ أصْنعُ فُلكَ

النّجاةِ والحُرِيّة..

كُلّما مَرَّ بي

مَلأٌ مِنْ إخْوَتي

سَخِروا مِنّي..

اسْخروا.. فَإنّا مِنْكُم

ساخِرون

فأقدارُ اللهِ حُبلى

بِالخفايا.. والخَبايا

بَرِّيَةُ الصّمتِ

في طَيّاتِ النَفْسِ

طَبَقاتُ كِتْمان

صَمْتٌ..

وَوَجع

أُقاوِمُ مَوْتي

أبْحَثُ عَنِ القُوّةِ

أينَ أجِدُها!

كَيْفَ أوْجِدُها!

رَبي..

إني أتَوَضأُ

مِن نَهرٍ مُلْتَهِب

أُصَلي في مِحرابٍ

مُشْتَعِل..

في هذا الظلامِ

سأُشْعِلُ قناديلَ الذاكِرةِ

فَيَغْرَقُ اللّيْلُ في بَحرِ نُجومِه...

يا مَنْ يَستَظِلُّ بِغَيْمَةٍ عابِرة..

وَيَرْمي نَفْسَهُ في حِضنِ ظِلٍّ زائلٍ..

وَيَضَعُ كُلّ أوْراقِهِ في سَلّةِ وَهْمٍ مُتَناثرٍ

سأُنْبِتُ يَقيني سَنابِل

وَأشُقُّ طَريقي

في بَراري الصّمتِ وَالمَوْتِ..

وَيَكونُ شُروق...