طوبى لكل امرأة على هذه الأرض في يوم المرأة العالمي
بقلم:د.جهينة عمر الخطيب

بمناسبة يوم المرأة العالمي أقول إن قطف حقوقكن يبدأ بالإيمان بكيانكن صدق أبو الطيّب المتنبّي حين قال " عيدٌ بأيةِ حالٍ عدتَ اليومَ يا عيدُ "، ففي هذا اليوم نحتفل بيوم المرأة العالمي في ظل عنف ضد المرأة والإنسانية عموما وفي ظل أوبئة قاتلة! سنوات مضت منذ بدء شعلة هذا اليوم للمطالبة بحقوق المرأة في العيش الكريم والمساواة، وكأننا لم نتقدّم خطوة واحدة، فما زالت دماء النساء تُسفك على الطرقات بحجج واهية، فيرفعون راية سوداء أسموها "شرف العائلة"، ويبيحون سفك دمائهن. عشرات النساء يُقتلن كل يوم ظلما وعدوانا . المرأة ذلك الكائن الرقيق، فقد أوصانا رسولنا الكريم بها، حين قال: " رفقا بالقوارير" وطلب منا الرأفة بهن فقال :" استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن اعوج شيء في الضلع أعلاه فاستوصوا بالنساء خيرًا" المرأة كالشمعة، خلقت لتضحي من أجل الآخرين، قوية هي عند الصدمات، فمن رحم النساء خرج أعظم الرجال، ومن صلابة عزيمتهن ساهمن في تحرير بلادهن، فها هي عروس الجزائر "جميلة بوحريد" ، وعروس الجنوب اللبناني "سناء محيدلي" وفدائيات فلسطينيات ضحين بأرواحهن في سبيل الوطن كوفاء ادريس وهنادي جرادات ودلال المغربي... ورغم ذلك ما زالت المرأة مطمعا في ظل مجتمع ذكوري، تتعرض يوميا لعنف جسدي وكلامي وتحرشات جسدية وعاطفية، وإباحة جسدها وإهانته. ورغم كل شيء، في هذا اليوم، نود الاحتفاء بالمرأة العاملة، وربة البيت والمناضلة والفدائية، الأخت والأم والابنة، ومبدعات في مجالاتهن المختلفة، في السياسة، الأدب، العلوم والفن ... فطوبى لكل امرأة على هذه الأرض، فبيديها القويتين بنت أجيالا مثقفة، فلولا المرأة لفقدنا رونق وعبق الحياة. أدعوكن في يومكن هذا إلى المزيد من العطاء في حياتكن، من أجل متابعة نضالكن في سبيل المطالبة بحقوقكن. وتأكدن أن قطف حقوقكن يبدأ بالإيمان بكيانكن. والتغيير الجذري لن يحصل إلا حين تتسلحن بالعلم وقوة الإرادة والإيمان بأنكن ضلع قادر وقاهر لكل أنواع العنف المسلّط نحوكن. فنهديكن قلوبا تنحني لوجودكن.