X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أراء حرة
اضف تعقيب
23/07/2019 - 07:37:15 pm
الصّحن المُغطّى زهير دعيم

الصّحن المُغطّى

زهير دعيم

كثيرًا ما تمرّ بخاطري قصّة الطّفل والصّحن المُغطّى ؛ هذا الطّفل البريء ، الذي يخرج من بيت جدّته حاملًا صحنًا مُغطّى فيعترضه أحد الجيران قائلًا :

ماذا يوجد في الصّحن يا صغيري ؟

فيجيبه الطفل بالبراءة المعهودة والذكاء قائلًا : " لو كانت جدّتي تريدك أنت وغيرك أن تعرف ما في الصّحن لما غطته !"

ورغم ذلك فهناك من يحاول جاهدًا أن يتلصّص على الغير و" يُشمْشِم" إنْ صحَّ التعبير.

 ومجتمعنا العربيّ – والشكر لله دومًا- يزخر بمثل هؤلاء الطُّفيليين الذين لا يهدأ لهم بال حتّى يعرفوا ما في الصّحن وما في الطنجرة والصّالون والجوّ والبرّ وغرف  النّوم.

غريب أمرنا نحن الشرقيين، وغريب هذا الحِسّ الفيّاض الذي لا يهدأ حتّى يعرف كلَّ ما يجري في الحارة والحارات والبلدة برُمّتها ، فلا يُطفيء مصباح بيته الخارجيّ حتّى ينطفيء النور في مصباح آخر بيت ، وبعد أن يعرف ويتبيّن من هذا الشّاب الغريب الذي دخل بيت جارنا في الجهة الغربيّة ، وما هي بُغيته ؟ أتراه جاء خاطبًا ؟ وهل ينوي الخطبة من الصّغرى من الكبرى فالوسطى مخطوبة ؟

وماذا هناك في بيت علّان حيث انّ سيارة الشُّرطة تركن هناك منذ نصف ساعة ..ولكنّ الامرّ والأدهى والذي يُقلقه هو سيّارة الاسعاف ، فإنّه يسمع صوتها من بعيد ولا يستطيع ان يتتبعها فيُضطرّ ان يركب سيّارته جائلًا خلفها وباحثًا عنها....

وللحقيقة اقول : إنّ هذا الطُّفيليّ وأمثاله كثيرون في بلداتنا ومدننا ، فلا تخلو منهم حارة ولا زاوية ولا شارع ، فالعيون سبعة على سبعة ، والأنفاس كثيرًا ما تنقطع ، والآذان تسترخي وتُشنَّف وتصنت بشغَف.

...... انّها عادة ..بل عادة قبيحة بل قل بذيئة كما يقول حفيدي الأكبر ابن السّت سنوات واصفًا الكلمات الجارحة ...نعم انّها من البذاءات والعادات السيّئة التي نتمنّى ان تُمحق وتطير الى غير رجعة من حاراتنا ومجتمعاتنا.

انّها آفة تقتل الخصوصيّات ، وتُجرم بحقّ الجيران والضمير والحقوق ..

والغريب أنّنا نتمسّك بها جيلًا بعد جيل ن مع انّنا قد تخلينا- والشكر لله ايضًا- عن الكثير من العائدات البائدة ؛ نحن الذين نملك ونمتلك ايضًا الكثير من العادات الحميدة، خاصّة وقت الضيقات والانفراجات !!

لا اريد أن أعمّم ،فهناك من يترفّع ويسمو فوق الفضوليات و" الشَّمْشَمة" والتلصّص ومحاولة اختراق الجدران حتى غرف النوم! ، والتدخّل في شؤون الغير بل والتشفّي احيانًا ناسين أو متناسين القول السمائيّ القائل : " لا تدينوا كي لا تُدانوا".، وناسين النهج الجميل والقول المعبّر الذي يطالبنا بأن نضع انفسنا في مكان الآخَرين قبل ان نتصرّف بايّ عمل ما..

رحمنا الله برحمته.




Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت