X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أراء حرة
اضف تعقيب
04/07/2025 - 03:34:00 pm
الحراب على الرفيق أيمن والعين على الجبهة

الحراب على الرفيق أيمن والعين على الجبهة

بقلم: عادل عامر - الأمين العام للحزب الشيوعي في البلاد 

أقرت لجنة الكنيست يوم الاثنين الماضي 3062025 بأغلبية 14 صوتا مقابل صوتين تجريد النائب الجبهوي الرفيق ايمن عودة من عضويته في البرلمان الإسرائيلي، الكنيست، وذلك بسبب تصريح نشره على صفحته في وسائل التواصل الاجتماعي، اعرب فيها عن فرحته بالاتفاق بين اسرائيل وحماس واطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين والرهائن الاسرائيليين واعرب عن امنيته بان يتحرر الشعبان من نير الاحتلال، لاننا ولدنا جميعا احرار.

وخلال جلستين مطولتين لهذه اللجنة بث اعضائها من اليمين المتطرف وبعض اعضاء اللجنة من المعارضة سمومهم العنصرية على النائب عودة ونهج حزبه السياسي وعلى اعضاء الكنسيت العرب، حتى ان رئيس اللجنة نفسه وصف الحالة بقوله: ان اسرائيل تحارب على سبع جبهات والحرب مع ايمن عودة هي الثامنة.

عضو اخر في اللجنة صرح: "في دولة اخرى كانوا سينصبون لكم اعواد المشانق ويضعونكم امام كتيبة من الجنود ليطلقوا النار عليكم".

لا شك ان اليمين الفاشي الاسرائيلي عندما اقدم على هذا الاجراء البرلماني بالإطاحة بالنائب الرفيق ايمن فهو يسعى الى تحقيق العديد من الاهداف حددها مسبقا ويعرفها جيدا.

ولكن لماذا تنضم المعارضة البرلمانية لمثل هذ الحملة التحريضية العنصرية الفاشية المعادية والمناقضة لكل الأسس الدمقراطية والمعادية للجماهير العربية وقيادتها.

هذه المعارضة التي من المفروض بها ان تقوم بطرح بديل حقيقي ومختلف لسياسة الائتلاف الحكومي لكي يكون بمقدورها المنافسة للوصول لسدة الحكم.

الحقيقة ان هذه المعارضة بتركيبتها الحالية هي معارضة ضمن الاجماع القومي الصهيوني، ولا تخرج عن اطاره والاهم انها اختارت ان تكون ضمن هذا الاجماع وضمن جناحه اليميني الفاشي. وهي تتبنى وتنطلق من منطلق التفوق العرقي اليهودي المتصهين الذي يرى ان من حقه ان يتصرف كيفما يشاء وحيثما يشاء وقرر ما يشاء، الامر الذي يعني، ومن قبل المعارضة ايضا، معاملة الجماهير العربية وممثليها بفوقية قبيحة ومن خلال ان حقوقهم الدمقراطية منقوصة، وليس فقط حقوقهم القومية وانما حقوقهم الدمقراطية ايضا وفي صلبها الحق في التعبير عن الرأي.

وهو فخ نصبه اليمين الفاشي لهذه المعارضة التي ذهبت اليه مختالة بمنافستها لليمين الفاشي بالتحريض على النائب ايمن عودة وحزبه وكافة اعضاء الكنيست العرب.

ما يسعى اليه اليمين هو نزع الشرعية عن الجماهير العربية وقيادتها وحقهم في التعبير عن رأيهم وراي جمهورهم، والاهم هو نزع الشرعية عنهم وعن حقهم في التأثير على مجمل العملية السياسية، وخلق حالة من الاغتراب وتعميق الشرخ بين هذه المعارضة البائسة وبين الجماهير العربية وبالتالي فهو الذي سيخرج رابحا من هذا الاغتراب.

ومن ناحية ثانية يحاول اليمين الفاشي صياغة نوعية القيادة التي يريدها للجماهير العربية بحيث تكون قيادة خانعة خاضعة موالية. لا ان تكون قيادة مسؤولة، واعية وذات قامة وطنية ودمقراطية عالية.

قيادة لا تحصر نفسها في المسألة المدنية فقط وانما قيادة تصر على ممارسة حقها كاملا وابداء رأيها كاملا في كل المسائل التي تقف على جدول اعمال المجتمع في اسرائيل وفي صلبها مسألة الحرب والسلم، مسائل الامن الاقليمي والعالمي والاستعمار، مسألة العدالة الاجتماعية وتوزيع الموارد والثروات.

قيادة تتمسك بالعمل والنضال العربي اليهودي المشترك المبني على مبدأ المساواة التامة وترى في الانسان وتطوره، قيمة عليا.

ما يسعى اليه اليمين هو خلق حالة من اليأس وفقدان الامل والثقة في العمل السياسي والجماهيري، مبنية على عوامل القمع والتخويف والترهيب، لأصغر شاب وناشط سياسي الى راس الهرم القيادي، وتفريغ اعضاء البرلمان العرب من عوامل قوتهم وحصانتهم التي بموجبها يستطيعون خدمة جماهيرنا وشعبنا وبالتالي فقدان الامل من الحق في الانتخاب وممارسته، الامر الذي يسعون اليه في نهاية الامر وهو تخفيض نسبة التصويت للجماهير العربية الى حدها الادنى الممكن وتحييد جماهيرنا من اية امكانية لإسقاط اليمين الفاشي. 

من راقب حدة الهجوم الفاشي على النائب عودة وعلى رفاقه وزملائه في نقاشات اللجنة وخاصة الهجوم حد الاعتداء الجسدي على الرفيق النائب عوفر كسيف، يعي ان اليمين الفاشي مقدم على معركة مصيرية من جهته فهو يسعى الى حسم الحرب الاجرامية على غزة من خلال تعميق التوحش في الابادة والتجويع وكيّ الوعي الجمعي الفلسطيني بهذا التوحش، ونقل هذا التوحش الى الضفة الغربية المحتلة بتعميق الاستيطان والترانسفير للعديد من التجمعات الفلسطينية وابادة المخيمات الفلسطينية في جنين وطولكرم وغيرها.

وبالتوازي فهو يسعى الى تعميق الانقلاب القضائي لكي يكون بمقدوره تعزيز سلطته وسطوته على المجتمع الاسرائيلي ككل وعلينا نحن الجماهير العربية خاصة.

هذه العوامل مجتمعة من ابادة وتجويع الى تعميق الاستيطان الى الانقلاب القضائي الى عملية الاقصاء وما رافقها من تحريض فاشي لن تبقى منعزلة ومبتوره عن واقع يعج بالأنفاس الفاشية والعنصرية، التي قد تقدم على عمل دموي يخرج هذه التصريحات من خانة التصريحات الى التنفيذ العملي بالاطاحة والاقصاء الجسدي وقد يكون عنوان هذا الاقصاء الجسدي احدى الاصوات التي لا تتردد بمواجهة هذا الخطاب بكل الشجاعة والقوة والمسؤولية. 

هذا التخوف والتحذير نابع من قراءة هذا الواقع المسموم الذي تعيشه بلادنا في الفترة الاخيرة.

ولمواجهة المد الفاشي لا يمكن التراجع بل بالعكس هذا أوان المواجهة على اساس نضال يهودي عربي مشترك، ولعل هذه المعركة كشفت اصواتا اصبحت أكثر وضوحا واستعدادا للانضمام لهذه المعركة.

فهل نحن اهل لها؟

نعم. نحن معًا، لها! 

صورة من التظاهرة الحاشدة أمام الكنيست ضد محاولات إقصاء عودة والملاحقات السياسية وحرب الإبادة


Copyright © elgzal.com 2011-2025 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت